وجهة نظر
رؤية مجهرية لبعض أدعياء العمل النقابي بالقصرين
12 جوان 2010
أضيف للرأي العام النقابي الجهوي والوطني أن أزمة الوضع النقابي بجهة القصرين التي انفجرت بعد مؤتمر الإتحاد الجهوي الفائت ليست ناتجة عن صراع بين رؤيتين متناقضتين في صلب الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين ، رؤية تصحيحية راديكالية تريد الارتقاء بالعمل النقابي على الصعيد الجهوي وأخرى تشد إلى الخلف وتريد الهيمنة على الشأن النقابي لخدمة مآرب شخصية ، وإذا كان الأمر كذلك لكان الحسم قد وقع ووقع الفرز بين خندقين متقابلين لا يتقاطعان أبدا ، ولكن ما يجب أن يعرفه المهتمون بالشأن النقابي بالجهة أن كلا الطرفين لا يختلفان كثيرا في الرؤية والتصورات ، فالشق الذي يرفع راية التصحيح ويستميت في هجومه على الشق الآخر هو طرف انتهازي يتغلف بالنقاء ونظافة اليد ويحاول أن يظهر بمظهر المدافع عن مصلحة العمل النقابي بالجهة ويحاول أن يثبت أن قتاله المستميت ليس لغايات شخصية بل لمصلحة عامة وللأسف فقد اغتر الكثير من النقابيين واصطفوا خلف هذه المجموعة غير المتجانسة ، وهنا سبب الداء مما يعكس خطورة هذه المجموعة لدرجة بالتأكيد أكبر من الشق الثاني داخل الإتحاد ، وهنا ليتأكد الجميع أنني لست بصدد الدفاع عن هذا الشق أو تبييضه . ولكن أن نعري الخط الإنتهازي أفيد كثيرا في هذه المرحلة التي انقاد فيها العمل النقابي إلى صراعات وعداوات لا تستفيد منها غير السلطة.
وخطورة المجموعة الإنتهازية نتبينها من خلال العديد من الشواهد والنقاط التي غفل البعض عنها أو أراد تغييبها ، ومن هذه الشواهد نذكر :
ـ أين كانت الكتيبة التصحيحية من تصحيح العمل النقابي قبل هذا الوقت ، ألم يكونوا في التشكيلة السابقة وتستروا على الكثير من الفساد ومارسوا الإجرام في حق المنظمة ونظامها وقوانينها ،كما تلاعبوا بسمعتها وتاريخها وكرامة الشغالين. أو لأنهم كانوا يمسكون بمسؤوليات السيادة داخل هياكل الإتحاد : النظام الداخلي والشركات والدواوين والقطاع الخاص . فمن كان يجرؤ على مواجهتهم لو كانت لديهم إرادة التصحيح ومن كان سيخرج عنهم من النقابيين أو يجادلهم بالتأكيد لا أحد.
ـ ألم تكن هذه المجموعة مستفيدة من مواقعها وقادت المنظمة طيلة دورة كاملة ، فمسؤول النظام الداخلي داس قوانين المنظمة و خطط و" وهندس" النقابات كما يريد لضمان النيابات التي ستصوت له ولحلفائه في المؤتمر القادم وحتى نيابات الحلفاء ونقاباتها ، ألم يؤشر على قائمات منخرطيها وأكمل صديقه الإشراف على مؤتمرات نقاباتها وأمضى بشرعيتها ، وقتها كانا يغازلان مرشح قطاع الحلفاء الذي انقلبا عليه لاحقا.
ـ ثلاثة من بين الأربعة في قيادة الحركة التصحيحية كان كل منهما يوظف موقعه لخدمة مصالحه الشخصية ، ألم يتقاضى مسؤول النظام الداخلي السابق رشاوى من المعلمين لنقلتهم ومن النواب لإنتدابهم ، كثيرون أكدوا هذه الوقائع وخيروا الصمت وعدم ظهورهم في الصورة لكي لا يمسوا في مصدر رزقهم ، ولا نريد أن نتطرق إلى الفساد الأخلاقي لهذا العضو لأن ذلك سيمس أطراف أخرى لا ذنب لها وعلى كل فتاريخه معروف في هذا الجانب ولا ينكرها أحد . ومسؤول القطاع الخاص سابقا وحاليا من يستطيع أن ينكر تلقيه للإكراميات من الشغالين المضطهدين من أعرافهم الخواص الجشعين ومن يستطيع أن يخفي تحرشاته ويكفي عند هذا الحد . أما قائد التصحيح و مسؤول الشركات والدواوين ألم يتلقى الإكراميات " les pots de vin " من العمال الراغبين في الترسيم وكذلك من المديرين أثناء قيادته لمفاوضات السليلوز في العاصمة.
ـ أما " الرجل الرابعة " في رباعي التصحيح ، الذي أصبح وضعه يشبه وضع الديك الذي يحمله الواد وهو يصيح ويدعي المعرفة ، فلسائل أن يسأل كم أنفق من أموال حصل عليها بقرض بنكي لشراء الأصوات وكم " تزلف وتلحس " وكم نافق وتباكى لقطاع الحلفاء والفلاحة لكي يكون في القائمة الرسمية . ثم لماذا غير موقعه وتنكر لمجموعته التي كانت السبب في وصوله إلى المكتب التنفيذي الذي لم يكن يحلم يوما في الوصول إليه ، لأنه أراد أن يستعيد ما أنفقه على حملته من أموال الشغالين عبر الأذونات الوهمية والعطاءات بلا رجعة ولما أغلق أمامه الباب ويئس كان صديقه صائد الفرص بالمرصاد بأن حول له مبلغ 7 آلاف دينار في حسابه وهذا مثبت بالوثائق البنكية . ثم من سيأخذه معه مستقبلا في قائمته بعدما خبر غدره وخداعه وانتهازيته.
ـ وأخير لسائل أن يسأل ما الذي جمع بين هذا الرباعي أهي مصلحة العمل النقابي بالتأكيد لا ، لأن خلفيات المجموعة وانتماءاتها مختلفة ، فالزعيم غير انتماءاته من التوجهات الأصولية وإمامة المصلين شبابه المبكر إلى الناطق بإسم تيار ماركسي في الجامعة ، والثاني لا مدرسة فكرية له ولكنه غير انتماءه بين أحزاب منشقة عن حزب الدستور ، والثالث لا ايدولوجيا يحملها ولكنه كان يتظلل بخيمة أصدقائه الماركسيين الذين كثيرا ما استخدموه لإنتمائه العشائري في الحصول على الأغلبية العددية . والأخير لا ينكر أحد انتماءه التجمعي ولن نتطرق إليه كثيرا لأنه أكثر صدقا من السابقين في الإنتماء و تكريس التوجه الإنتهازي الذي يجمع بينهم كلهم.
إخواني النقابيين هذا جزء من كل وغيض من فيض حول حقيقة هذه المجموعة الفاسدة داخل الإتحاد الجهوي والتي كان بإمكانها وهم أغلبهم من قطاع متنور هو قطاع التعليم أن يعملوا مع المجموعة الأخرى ويصححوا مسار العمل النقابي دون خلق انشقاق داخل المكتب التنفيذي نزل إلى القواعد بحكم العلاقات والصداقات والانتماءات الحزبية والفكرية والعشائرية ، وتسبب بذلك في خلق أزمة مفتعلة في صلب العمل النقابي بالجهة.
هذا ونقول عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا ومناضلا
نعم للعمل النقابي الحقيقي في خدمة العمال والمستضعفين
لا لللإنتهازية والنفعية عل حساب الشغالين.
ش م – القصرين
المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "
الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire