ملاحظات خاصّة بالحوار الذي أجراه عضو المكتب التّنفيذي رضا بوزريبة بجريدة الشّروق والمتعلّق بالتّقاعد والفصل العاشر

ملاحظات خاصّة بالحوار الذي أجراه عضو المكتب التّنفيذي رضا بوزريبة بجريدة الشّروق والمتعلّق بالتّقاعد والفصل العاشر

تونس في 07 جوان 2010

الطّيب بوعائشة

أجرت جريدة الشّروق الصّادرة يوم الأحد 06 جوان حوارا مع عضو المكتب التّنفيذي للإتّحاد العامّ التّونسي للشّغل الأخ رضا بوزريبة تناول موضوعين في غاية الأهمّيّة الآن بالنّسبة للحركة النّقابيّة، الأوّل التّقاعد – سأعود إليه في ورقة لاحقة – والثّاني، الذّي سيكون موضوع حديثي، هو الفصل العاشر من القانون الأساسي للأتّحاد هذا الفصل، الذّي يحاول تيّار نافذ داخل المنظّمة الالتفاف عليه حتّى قبل أن يدخل حيّز التّنفيذ بهدف الحفاظ على مناصب ومواقع وامتيازات له داخل المنظّمة.

ورغم دقّة السّؤال المطروح من طرف الصّحافي على الأخ رضا إلاّ أنّ إجابته لم تكن بالوضوح و الإقناع الكافيين بل والضروريين في مثل هذا الوقت بالذّات خاصّة وأنّ الأمر يتعلّق بمسألة سيكون لها أثر هامّ ومباشر على مستقبل المنظّمة والعمل النّقابي وكذلك عندما يكون المتحدّث عضو في هرم قيادة المنظّمة (المكتب التّنفيذي للإتّحاد ) وصاحب تجربة نقابيّة طويلة داخل الهياكل المسيّرة لها.

إنّ ما جاء في حديث عضو المكتب التّنفيذي يفتح مجالات للنّقاش في محاور عدّة لا يتّسع لها الإطار، لذلك سأكتفي ببعض الملاحظات التّالية ذات المضمون المرتبط مباشرة بما جاء في الحوار.

1 ) إنّ كل محاولة في هذه الفترة للتّقليل من أهمّيّة وقيمة الفصل العاشر تصبّ، بوعي أو بدونه، في اتّجاه التمّهيد والإعداد للانقلاب عليه بتحويره أو تغييره، كما أنّ محاولة التّقليل هذه تتعارض بوضوح مع معطيات الوقع الموضوعي ومع ما شهدته وتشهده السّاحة النّقابيّة والمنظّمة من تفاعلات في علاقة بهذا الفصل منذ مؤتمر جربة مرورا بمؤتمر المنستير إلى الآن إذ أنّ تيّارا كاملا داخل الإتّحاد أصبح لا همّ له تقريبا سوى إيجاد السّبل الكفيلة للالتفاف عليه، حتّى أنّ هذا التّيّار حدّد طريقة فهمه وتناوله للقضايا النّقابيّة (ملفّات / هيكلة / طريقة تسيير للمنظّمة ...) على قاعدة مدى خدمتها لمشروع الالتفاف على الفصل العاشر . فهل يمكن، بعد هذا، اعتبار هذا الفصل عاديّا كغيره من بقيّة فصول القانون الأساسي ؟ ؟

2 ) إنّ الفصل العاشر الذي أقرّ في مؤتمر استثنائي – وهذا لا يغيّر شيئا في جوهر المسألة – هو قرار قاعديّ اتّخذ بشكل ديمقراطي وضعه نوّاب المؤتمر بالإجماع وأكّد نوّاب مؤتمر المنستير تمسّك الشّغالين به مجدّدا إضافة إلى أنّ المؤتمرات الأخيرة لأغلب القطاعات والجهات أقرّت في لوائحها موقف الحفاظ على هذا الفصل. فما معنى أن نعيد للنّقاش مسألة بتّت فيها أعلى سلطات قرار للهياكل المسيّرة وهي المؤتمرات ؟؟؟

3 ) إنّ الفصل العاشر من حيث هو قرار قاعدي أقرّه بشكل ديمقراطي المؤتمر العامّ للاتحاد ومن حيث أنّه يمثّل إحدى الآليّات التّي تؤسّس لمبدأ التّداول على المسؤوليّة في المنظّمة يعتبر مكسبا حقّقته الشّغيلة في نضالها من أجل ترسيخ ديمقراطيّة العمل النّقابي كجزء من نضالها في سبيل المسألة الديمقراطية العاّمة والحرّيات ولا أعتقد أنّ مكسبا كهذا بمكن إعادة طرحه وبكلّ بساطة مجدّدا للنّظر، وإنّ كلّ حديث في شأنه، إن وجد، يستوجب ضرورة وضوح الموقف وتطابق المعلن منه مع الممارسة والقطع مع أسلوب موقف اللاّموقف الذي مارسه الكثيرون خلال مؤتمر جربة وهم الآن في طليعة اللاّهثين وراء مراجعة الفصل العاشر.

الطّيب بوعائشة

تصريح بوزريبة للشروق :

http://archivesdemocratiesp.blogspot.com/2010/06/blog-post_1468.html

المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "

الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p