تعليمـــــ .....ات، في قلب البكالوريا، ما الذي بقي من البكالوريا ؟
وتلاميذنا يخوضون غمار البكالوريا هذه الأيام ، تنقاد إلى ذهني هذه الخواطر العجلى :
من الأشياء التي لا أستطيع فهمها هذا التغاضي المكشوف من الجهات المسؤولة عن مشاكل امتحان البكالوريا الذي بدأ في السنوات الأخيرة يضمر ويهزل حتى عاد خاليا من أيّة مادّة دسمة وصحّ أن يًَُصنّف " لايت . " Light ..
أما لاحظت الجهات المسؤولة أنّ تلميذا يحصل على معدّل 7 في هذا الامتحان يمكنه الحصول على البكالوريا، وقد حدث هذا، لأنه يكون بلغ العدد الضروري للإسعاف في المادتين الأساسيتين ويكون حاصلا على معدل يفوق الـ 14 خلال السنة، وما أيسر هذا في ضوء ما نشهده من دروس خصوصية يختارها الواحد بالحصة ويفضلها آخرون بالـ : "وفقة" والأسعار محرّرة والحدود ممحوّة يمارسها البعض انطلاقا من السادسة صباحا وينهيها آخرون بعد الخامسة صباحا، تكون ساحتها المعهد حينا والمدرسة الحرّة حينا ثانيا و قد بكون الميدان منزلا أو مستودعا مسوَّغا للغرض...
على فكرة : نريد من الوزارة موقفا صريحا وواضحا من هذه الدروس يبيحها تماما أو يمنعها تماما ولا نريد تلك المواقف الزئبقية من قبيل ما هو واقع الآن بحيث تحرمها المناشير والتوصيات وتشجعها الممارسة وهذا حافز الـ 25% لغز منيع وطلسم مبهم...ما أشنع ما فعل بنا حافز الـ : 25 % هذا !
ألم يكن بمثابة الإذن الصّريح بالدّروس الخصوصيّة؟
والدّروس الخصوصيّة، ألم تكن فسحا لمجال البيع والشراء والحملات الدّعائيّة والإشهار لأساتذة والتشهير بآخرين...يصبح عدد أفواج أستاذ مقياسا لكفاءته والحال أن الوليّ دفع بابنه اليه مكرها، وجحا توهّم أنّ المأدبة حقيقيّة وهو الذي أوهم في الأصل بها...للعلم من أبنائنا من يدرس المادّة الواحدة مع ثلاثة أساتذة، والأمر حقيقيّ...
ما فعلته هذه الدروس فوق ذلك هي أنها خلقت نوعا رهيبا من الانفصام لدى الشخص الواحد: يمارسها بلهفة ويعيبها على أستاذ ابنه أو حتى على زميله، المسؤول الإداري يقوم بحملات معلنة ضدّها ويطلب بعد ذلك من أحد الأساتذة قبول ابنه في فوج مضيّق...خلقت أيضا نوعا من الصداقات الحميمة، الحميمة جدّا بين الأستاذ والتلميذ أو التلميذة تخرج من نطاق قاعة الدّراسة إلى نطاقات أخرى واسعة..
أما بلغ إلى علم وزارتنا الموقّرة أن مواضيع الفروض تتسرّب ليلة الفرض ...وأن المواضيع المشتركة فضيحة كبرى و...و...؟؟؟ هل نتحدّث بعد هذا كلّه عن معدّلات وعن مستويات وعن مجالس أقسام وسرّيّتها...؟
تلميذ اليوم الذي يحصل على البكالوريا بـ 7 و8 و9 هو عين التلميذ الذي كنا نسميه ضعيفا جدا قبل 10 و15 سنة، فما الذي حدث ؟
أما لاحظت الجهات المسؤولة أن معدلات تلاميذنا تشهد تحوّلات غريبة وتورّمات مشبوهة بين ثلاثية وأخرى وبين فرض وآخر: يكون معدل التلميذ في الثلاثية الأولى: 7 مثلا، ثم بقوة قويّ وعصا سحرية ينتفخ إلى 12 في الثلاثية الثانية... لا... لا... من فضلكم أقصوا من أذهانكم فكرة أن التلميذ تحسّن وفتّحوا عيونكم قليلا تجدوا الأسباب الصحيحة.
أما لاحظت الجهات المسؤولة أن بين معدّلات أبنائنا خلال السنة ومعدّلاتهم في البكالوريا بونا شاسعا ومسافة بعيدة جدّا؟ كيف يكون المعدّل السنويّ 14 و15 ويتدحرج في الامتحان الوطنيّ الى 7 و 8 ؟
معضلة هي هذه الأعداد: في سنوات سابقة حصل تلاميذ من بلادنا في بكالوريا بلادنا على معدل 20 على 20 بحيلة اسمها المواد الاختيارية، يختار منها التلميذ ثلاثا لا تحتسب فيها له إلا النقاط ما فوق العشرة فينفَّل بها ولا يحاسب على ما دونها.
خواطري هذه، كما أسلفت، سريعة عجلى تتطلّب عودا واعتمالا وتستدعي البحث المشترك والتبويب والإثراء إذ أنّ الملف ضخم إلى أقصى حد والتناقضات بارزة للعيان وأعراض المرض فاجعة وجميع الأطراف المعنية تقرّ بوجود أزمة إلا الجهات المسؤولة.
العاجل الأكيد إذن إصلاح جذري لتعليمنا: بمراجعة برامجه، وسائله، تقييماته، نظام الأسبوع المغلق… حتى نعيد الاعتبار إلى شهاداتنا العلمية التي كانت في عهد سابق عنوان فخر وأضحت الآن مفتقدة لأدنى مصداقيّة في جامعات الغرب وحتى نرحم هذا العزيز الذي ذلّ: امتحان البكالوريا.
فوزي القصيبي
الطريق الجديد ( 12/06/2010 ) يتيم المنصورة
المصدر : إعادة نشر منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "
الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire