عودة بعض الإسلاميين تفجّر الصراع مع القيادة في المهجر :... الحرية تكشف عورات الإسلاميين
****
أخي صلاح الدين لا تحزن... فالحرية تكشف عورات الإسلاميين...
بقلم: بوعبد الله
انفعل الأخ صلاح الدين الجورشي حين شتمه بعض المنتسبين لحركة نهضة المهجر فنحن نعتذر للأخ صلاح الدين ونقول له أنت منا والينا لذلك نالك ما نال إخوانك من الذين عادوا لتونس أو اختلفوا مع الحركة , لكن لا تحمّل من احبك واحترمك من إخوانك الإسلاميين وزر بعض إخوتنا في المهجر ,فالسب والشتم الصادر من أعلى الهرم أو أسفله لا يسلم منه أي منتقد أو ناقد أو ساخط على التنظيم فالخيانة والانبطاح والتساقط والذل و و و هي جاهزة وأعطيت لها إشارة الانطلاق كي ينعت بها القريب قبل البعيد يمارسها البعض ممارسة - كتابة نثرا وشعرا- والبعض بصمته وعدم نهيه فلا تحزن أخي صلاح نحن نكن لك كل الحب والاحترام واختلافك مع سياسة الحركة والقطيعة معها ما دفعنا في يوم من الأيام أن نتنكر لك أو حتى نغضبك , فكانت العلاقة بيننا دوما الحب والاحترام وهي دائمة إن شاء الله وان اختلفنا في رؤيتنا لبعض المسائل.
لكن أخي الحركة الإسلامية قد تبتلى كغيرها بان يتواجد فيها من جعل السب والتخوين, والعداء هو الأساس الذي يحكم علاقته بالآخر الذي يخالفه الرأي - السلطة أو غبرها- وفينا من جعل التسامح والتنازل هو الأساس فان كنا من ضحايا الصنف الأول علينا أن نحمد الله تعالى الذي منحنا هامشا من الحرية في الغرب ووفّر لنا فرص اللقاء فانكشف الغطاء وأصبحنا في العراء وتبين أن فينا ومنا من لا يفقه أو لا يتقن ممارسة الإخوة ولا يحتكم للضوابط الشرعية واستبدلها بضوابط تنظيمية تتماشى مع مزاجه و يظن أنها مفتاح القضية ويحاول أن يقنع غيره بهذه الضوابط اللا اخلاقية التي أساءت في الحقيقة لا للقضية فحسب بل أساءت للهوية.
إذا بعض إخواننا في المهجر- للأسف يتولون مواقع هامة - جعلوا لأنفسهم منهجا و سلوكا يجعل منهم هم الشجعان ونحن - العائدون أو الرافضون أوالسلطة - الجبناء ,هم الشرفاء ونحن الخونة,هم الأقوياء ونحن الضعفاء, هم حماة القضية ونحن من باعها , هم الأتقياء حماة الدين ونحن الشياطين أعداء الدين , ضاقت صدورهم بغيرهم بل برفقاء دربهم.
لا تحزن أخي بل على كل الإسلاميين في تونس أن يفرحوا بانكشاف هذه الطباع التي كان يسترها الهاجس ألامني والسرية في الداخل ,والتي لولا مساحة الحرية في أوروبا ما انكشفت و لكانت الطامة اشد و أقوى على أصحاب المشروع قبل غيرهم ,ولنكن أن نتحمل نحن هذا التصرف ونصبر عليه خير من أن يحترق به غيرنا .هي حقيقة مرة البوح بها واجب في نظري لقد ابتليت الحركة الإسلامية في تونس ببعض العناصر التي لو سنحت لها الفرصة لفعلت أفاعيل يشيب لها الصغير فان كان بأسنا بننا شديد في مسالة عادية -العودة أو سياسة الحركة - فكيف سيكون لو كان في مسالة مصيرية ؟؟؟
لا تحزن أخي , وأصارحك القول لقد منا الله علي بان عشت مرحلة ما قبل السجن ثم السجن ثم ما بعد السجن ثم المهجر , لكن مرحلة المهجر كانت أشد وطأة حين تجد نفسك في صحبة بعض الإخوان الذين لو انكشف الستار عنهم في بداية المرحلة أو الرحلة التنظيمية ما جالستهم ولا اشتركت معهم- وهذا الصنف ما اطلعت عليه إلا في المهجر- وليس كل الإخوة في المهجر لكن جزء هام منهم فهناك من أتناقض معه في الفكرة أصلا , وهناك في الموقف السياسي و المنهج وكل هذه الاختلافات لا يندم عليها الفرد,لكن أن تصل التناقضات في أخلاقنا ونحكّم تنظيم المفتعل- حسب أهواء البعض- بدل الشرع فهذا ما لا تحمد عقباه, لكن كل هذا أدوس عليه أو لا تأثير له في عاجل وآجل مري لاني في المقابل وقبل ذالك وفي خلال المراحل التي مررت به قد تعرفت وعشت وترعرعت مع رجال - يخالفونني أو يشاركونني الرأي أو الموقف- هم درة قلبي اشهد الله أني أحبهم وأسير حبهم شاركوني وشاركتهم الأفراح والأحزان , الجراح والأمان , تعارفنا عند الرخاء وفي الشدة , قد نختلف معهم في بعض المواقف لكن دون أن نفترق فالإخوة هي التي تشدنا لا المصلحة التنظيمية ' وهذه الأخوة هي فيما بيننا ومفتوحة لجميع بما فيهم السلطة و نقولها ونعيدها لا للعداء والاستعداء لسنا نحن خير الناس وغيرنا شر الناس كلنا ندين لله بالإسلام رب واحد وقبلة واحدة وشعب واحد مهما كانت الآلام بيننا يجب ألا تكون هي منطلق أو أساس التعامل بيننا- كل التونسين حتى لا يظن البعض أني اقصد فئة دون الأخرى-.
أخي صلاح الدين و إذا احتكم الاسلاميون إلى المصالح الآنية والمواقف الذاتية فشرهم ينال القريب والبعيد كغيرهم , أما إذا احتكموا لشرع الله سيزول العداء مع الذات ومع الآخر, فالحمد لله الذي كشف الغطاء وزال شعار نحن على قلب رجل واحد ,لا أخي نحن قلوبنا شتى , باسنا بيننا ومع غيرنا شديد وعلى العاقل في الداخل أو المهجر أن يعي جيدا ما أصابنا وما حل بنا وان يتعظ ,ليست البطولة في السب والشتم والتخوين إنما البطولة في كسب قلوب الناس لا في تنفيرهم ,البطولة في أن تعفوا وتخالط الناس بخلق حسن,لا في أن تتكبر وتستعدي الآخر البطولة في أن تحمي نفسك واهلك وذويك وجماعتك من شر قد يصيبهم لا أن تدفع بهم إلى الهاوية ,البطولة في أن تقابل السيئة بالحسنة لا بنشر السيئة , البطولة أن تحب في الله وتكره في الله , أخلاق المسلم راس ماله , إن ضاعت أخلاقه أضاع الأمانة , وإخواننا الذين جعلوا من موضوع العودة منبرا أو مدخلا للسب والشتم نقول لهم اتقوا لله في إخوانكم وإعراضكم , انتم من سيس الموضوع وانتم من جعلتم منه أم القضايا , رفضتموه بشدة -تذكروا شروط العودة التي وضعتموها وكبلتم بها أنفسكم - ثم ها انتم جميعا وبقرار تقبلون ما رفضتموه بشروط مجحفة تقبلونه اليوم من دون شروط , لماذا هذا التخبط يا إخوان ؟؟؟
أين بعد النظر أين الحكمة ؟؟؟ واتقوا الله في إعراضكم لان السب في العموم قد يشمل أزواجكم أبناءكم ؟ وهل العاقل يرضى لزوجه وأولاده ما لا يرضاه لنفسه ؟؟؟؟ أجيبوني يرحمكم الله شعرا ونثرا,أيها الأخوة - في المهجر- إنكم في مستنقع خطير أنقذوا أنفسكم و قوا أنفسكم شر أنفسكم ل شر السلطة واستعيدوا إخوتكم ورشدكم وتوبوا إلى ربكم, تقربوا إلى الله بمحبتكم لبعضكم لا بسب القريب والبعيد , أصلحوا ذات بينكم واخمدوا نار الفرقة التي تسري بينكم ,قوموا أخلاقكم وتصرفاتكم قبل أن تقيموا أخلاق وتصرفات غيركم , واعلموا انه إذا نفر منكم القريب قلا مكان لكم في قلب البعيد , أعظم شيء أنصحكم بفعله هو : افشوا السلام بينكم يا إخوان إن أهم ما يمكن أن نقدمه لغيرنا ولإخواننا وشعبنا هو الموعظة.
نعم أخي صلاح الدين أن يتعظ بنا غيرنا وبتجربتنا هذا أعظم ما يمكن أن نساهم به في خدمة بلدنا , ونريد أن لا يعاملنا غيرنا من خلال هفواتنا هذا ما نبتغيه , أخي صلاح لا تحزن فالحياة مهما طالت قصرت وسنلقى الله سبحانه وتعالى فرادى ينادى كل منا باسمه لا باسم الجمعية أو الحزب الذي ينتمي إليه وإن أساء إليك البعض فتذكر محبتنا واحترامنا لك.
المصدر: "الحوار.نت" (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 19 ماي 2010
الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire