Pages

lundi 24 mai 2010

وجهة نظر : النقابة العامة للتعليم الثانوي تذعن مرة أخرى لإرادة البيروقراطية النقابية


وجهة نظر :

النقابة العامة للتعليم الثانوي تذعن مرة أخرى لإرادة البيروقراطية النقابية

تونس في 22 ماي 2010

في أوّل مهمّة له، كان على مكتب النقابة العامة للتعليم الثانوي أن يقوم بإصدار لوائح المؤتمر الأخير. و قد أنجز تلك المهمّة (باقتدار كبير !!) بعد أن أذعن لإرادة البيروقراطية النقابية التي اشترطت إجراء تعديل في مضمون اللائحة العامة حتى تأذن بإصدارها. و كان لها ذلك، حيث سارع المكتب بقبول تنقيح اللائحة دون خوض أيّ صراع للدفاع عمّا أصدره المؤتمر، ضاربا عرض الحائط بأبسط مبادئ الديمقراطية، مذعنا لإرادة أسياده، متجاهلا قرارات القاعدة الأستاذية المضمّنة في لوائح المؤتمر.  
و الغريب أنّ الانقلاب على قرارات المؤتمر و الإذعان لإرادة البيروقراطية النقابية قد تكرّر ثانية في ملفّ هامّ آخر خلال الندوة التي نظّمها مؤخّرا قسم النظام الداخلي بالحمامات و التي قان أثناءها ممثّل النقابة العامة الحاضر بالتزام الصمت رافضا التدخّل عندما حاول البعض تمرير مسألة تنقيح الفصل العاشر في التقرير الختامي للندوة مبديا بذلك مساندته الضّمنيّة لمثل ذلك التنقيح و مؤكّدا مرّة ثانية مدى استهتار هذا المكتب بإرادة القواعد و بقرارات المؤتمر و كذلك استعداده للإذعان لإرادة البيروقراطية المتنفّذة داخل قيادة الاتحاد.
و لتأكيد خيار سيره في ركاب أعداء ديمقراطية العمل النقابي، لم يتورّع مكتب النقابة العامة هذا على الإقرار مؤخّرا بشرعيّة مكتب النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بجندوبة، المنعوتة بالمنصبة، رغم ما تمّ من انتهاك فاضح لقوانين المنظّمة و لنظامها الداخلي و رغم الإقصاء المتعمّد لعديد مناضلي الجهة بما يجعل من هذه النقابة الجهوية هيكلا فاقدا لشرعيته القانونية و النضالية.  
إنّ ما حدث بجهة جندوبة سابقة لم يشهد القطاع لها مثيلا في الماضي. و الخطير في المسألة ليس قيام المكتب التنفيذي بتنصيب نقابة فقط بل هو تزكية قيادة القطاع لهذا التنصيب و قبولها له متجاهلة بذلك أبسط مبادئ ديمقراطية العمل النقابي و متخلّية عن الثوابت النضالية للقطاع و أوّلها عدم رهن قرارات القطاع للإرادة البيروقراطية. هذا المبدأ الذي يمثّل أساس كلّ ممارسة نقابية لأيّ هيكل يريد الانتصار لقضايا العمال و يريد تحقيق المكاسب لهم. و لنا أن نتساءل الآن ما الذي يمكن أن ينتظره الأساتذة من نقابة عامة أقدمت في ظرف أربعة أشهر فقط على خرق خطير لهذا المبدأ في ثلاث مناسبات متتالية ؟
نترك الإجابة على ذلك السؤال لمناضلي القطاع مع الإشارة فقط إلى أنّ استفحال ظاهرة المشاكل الداخلية في الهيكلة القطاعية في المدّة الأخيرة (جندوبة، الكاف، زغوان، بنزرت، سليانة، القصرين، سيدي بوزيد...) تؤكّد الفراغ النضالي المتواصل الذي يعيشه القطاع منذ مدّة و الذي عجزت النقابة العامة على تجاوزه.

نقابي من تونس



المصدر  :  منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "
الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire