كيف تتعامل القيادة النقابية مع الفصل 10 ؟
كيف تتعامل قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل مع مساعي بعض النقابيين لطرح الفصل 10 من القانون الأساسي للاتحاد على النقاش العام ؟ الإجابة عن هذا السؤال لا تتخطى الرصد الميداني الراهن من خلال تحليل ما تنشره جريدة الشعب و ما يصرح به مسؤولو المركزية في الاجتماعات و اللقاءات النقابية وهي كلها بدون استثناء خالية من الإشارة ولو من بعيد للفصل 10 رغم أنه الحاجز الأكبر لتحديد فقدان تاريخ الصلوحية النقابية وهي مفارقة لا تخلو من دلالة إذ بمقدار ما يحدد تطبيق محتوى الفصل مصير 9 على 13 من أعضاء المكتب التنفيذي الحالي للاتحاد العام بقدر ما يستبعد من دائرة الضوء النقابية و لا يشار له لا من قريب و لا من بعيد فكيف يمكن أن نفهم هذه المفارقة ؟
ما من شك في أن السياسة المتبعة حاليا تقوم على التجاهل و عدم الاكتراث مع الحذر الشديد من اتساع رقعة الاهتمام النقابي غير الرسمي بالمسألة و خاصة إدراجها على جدول أعمال الهياكل مهما انخفض شأنها في سلم الترتيب القطاعي و الجهوي و يعكس هذا التعاطي قدرا كبيرا من التخوف خاصة فيما يتعلق بتخير التوقيت المناسب للانقضاض و فرض أمر واقع جديد على الساحة النقابية. و يعيد هذا التعاطي إلى الأذهان حالة الغموض و الإبهام التكتيكي الذي يتعامل به الحكم مع قضية انتقال السلطة في ضوء بدء الولاية الرئاسية الأخيرة للرئيس الحالي كما تعيد إلى الأذهان تهرب ممثلي النظام المصري بعيد انعقاد مؤتمر الحزب الحاكم من أسئلة الصحفيين حول ترشح الرئيس مبارك أو نجله خلال الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة. سياسة الغموض التكتيكي تقوم على أهمية تخير لحظة فرض الحل من ناحية سرعة الانجاز و درجة وجاهة مضمون الحل و الآليات المكلفة بتنزيله للواقع و تبعا لذلك تتريث دوائر صنع القرار النقابي صلب الاتحاد العام التونسي للشغل و تتأنى و لا تغامر بمسألة التوقيت و الآلية و المبررات و عموما سيناريو المعالجة رغم أن العامل الزمني قد يلعب لغير صالحها و لا شك أن الحديث حول المستقبل النقابي للأعضاء التسعة لا يمكن حاليا تناوله إلا مع أخلص الخلص من الأتباع و المريدين لما للتكتم من فائدة في مثل هذه المنعطفات المصيرية.و في المقابل و كلما طرح النقابيون الديمقراطيون موضوع الفصل 10 ووسعوا من دائرة الاهتمام به و بتداعياته كلما أجبروا المعنيين بالتكتم و متبعي سياسة الغموض التكتيكي على الخروج من الغرف المغلقة و الدوائر الضيقة لباحة الحوار في أوسع فضاءاته.
قد يقول قائل و ما هي المبررات النقابية لتناول الفصل 10 و طرحه على جدول أعمال النقابيين في هياكلهم و خلال اجتماعاتهم بالإطارات النقابية أو القواعد العريضة ؟ و الجواب أن الأهمية القصوى و التأثير البالغ للهيئة القيادية التي يتحدث عنها الفصل المذكور هي التي تقف خلف ضرورة تناول الموضوع بالدرس مبكرا و في آجال تسمح للنقابيين و العمال بالإطلاع على مختلف الآراء و المواقف التي تعتمل داخل الساحة النقابية كما تنبعث الضرورة في فتح الباب أمام تقييم واسع و حقيقي للأداء النقابي لهذه القيادة و لا شك أن أبرز مؤشرات قياس أدائها اختبار درجة التزامها بالقانون الأساسي للمنظمة و من ثمة قيس إمكانيات خضوعها للإرادة العامة للنقابيين الذين أدرجوا مضمون الفصل 10 من القانون الأساسي ضمن الترتيبات الداخلية للاتحاد في المؤتمرين الأخيرين (جربة و المنستير).
محمد الهادي حمدة
المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "
الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire